RSS

صراع السلطة في الضفة.. إلى أين؟

03 سبتمبر
3/9/2012
فلسطين ترزخ تحت وطأة انقسام أثقل كاهلها منذ ما يزيد عن ستة سنوات عجاف إثر عدم اعتراف العالم الغربي بديمقراطية الشعب الفلسطيني التي أفرزت قيادة تمثل الشعب عام 2006، حيث تساوقت السلطة الفلسطينية حينها ممثلة في حركة فتح مع هذا الرفض الظالم للاختيار الفلسطيني، ودخلت الضفة الغربية وقطاع غزة في دوامة فوضى خلاقة بشرت بها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية حينها وأريقت دماء شباب وشيوخ وعلماء أبرياء في سبيل تحقيق غايات ا

لغرب المجرم بأيد فلسطينية، وعلى ما يبدو أن مفتاح انهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية المنتظره ما زال في جيب أمريكا بما تمليه على قيادة السلطة الفلسطينية وفق ما يتفق مع مصالح امريكا واسرائيل، وما زال الشعب يعاني.
لقد تمادى الانقسام في فرض أعباءه على فلسطين وشعبها وربما وقع البعض في آثام ما اقترفت أيديهم من انقلاب على الخيار الديمقراطي فاصبحوا ضحية صراع واضح لا يمكن اخفاؤه على السلطة والتمثيل الفلسطيني، حتى وصل الحد الى التسابق في الارتماء في أحضان الكيان ومشاركته أفراحه وأتراحه وحتى مؤتمراته التي تراقب الخطط الاسترايجية التى تعمل على تثبيت الكيان واقامة دولة ” اسرائيل الكبرى ” كموتمر هرتسيليا الذي يعتبر امتداد لمؤتمر بال الذي اقيم في سويسرا عام 1897 ميلادية حيث خطط لاقامة دولة الكيان على ارض فلسطين التاريخية، وما يقابله في جانب الصراع الآخر من الاجتماع باحزاب ” اسرائيلية ” واتمام وعد هرتزل بأن ” اسرائيل وجدت لتبقى “.
طالعنا في الاشهر القليلة الماضية بعض المواقف التي تظهر عدم الانسجام في قيادة الضفة الغربية متمثلة في مؤسسة الرئاسة من جانب وحكومة سلام فياض من الجانب الآخر فبعد أن أقرت حكومة فياض بتاريخ 11 تموز 2012 بإجراء الانتخابات المحلية خرج اللواء توفيق الطيراوي عن صمته في 30 تموز 2012 ليقول إن فياض يريد الرئاسة وأنه لايصلح لها، ليكشف الرئيس عباس مؤخرا أن قرار الفياض حول الانتخابات جاء بعيدا عن علمه أو استشارته حسب ما ورد في صحيفة القدس المحلية بتاريخ 31/7/2012، لتبدو الامور واضحة ان الانتخابات المحلية المزمع اجراؤها بمعزل عن غزة ما هي الا مقدمة لانتخابات عامة تشريعية ورئاسية تتم ايضا بمعزل عن غزة تبقى اهدافها معروفة لمن هم في دائرة الصراع، ولعل هجمة “ليبرمان” وزير خارجية الكيان على الرئيس عباس تساهم في معرفة هذه الأهداف.
بالأمس القريب 30/8/2012 يعلن رياض المالكي وزير خارجية حكومة فياض أن السلطة الفلسطينية لن تقدم طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل، على أن يقدم في وقت لاحق خلال الدورة المقبلة التي تبدأ في أيلول هذا العام وتنتهي في الشهر ذاته من العام المقبل، الأمر الذي دفع توفيق الطيراوي لمهاجمته في الاول من الشهر الجاري قائلا “تصريحاته تتساوق مع الطلب الامريكي والاسرائيلي” واتهمه بالاساءة لمصداقية القيادة بإعلانه تأجيل التوجه للامم المتحدة الأمر الذي دفع المالكي بالامس لنفي ما كان قدر صدر عنه من تصريحات.
ليس الأمر مجرد تسجيل المواقف أو تصيد الأخطاء ولكنه استنكاراً لحالة الفوضى التي أصبحت تعتري السلطة الفلسطينية واستخفافها بأهداف الشعب الفلسطيني والاستهانة بتضحياته، فالسلطة الفلسطينية لم تكن يوما هدفا للشعب الفلسطيني ولكنه تقبلها كوسيلة لتحقيق آماله بالتحرر واستعادة أرضه المسلوبة وكرامته الممتهنة، ولكن عندما تصبح السلطة عبئا على الشعب الفلسطيني وتضيف انقساماً جديدا في الضفة الغربية بالاضافة لانقسام الضفة عن غزة فهنا تصبح وسيلة لمزيد من التفريط والتنازل عن الحقوق.
لقد هاجمت السلطة الفلسطينية دعوة ايران لرئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لحضور قمة عدم الانحياز ووصفتها بمحاولة للانقاض على التمثيل الفلسطيني، وأن الدعوة تزيد من تفسخ المجتمع الفلسطيني وتعتبر عقبة في طريق المصالحة، وعندما أعلن هنية عدم نيته المشاركة دعما للمصالحة لم تراعي السلطة الفلسطينية ودا بذلك بل قالت إن هنية لم تتم دعوته أصلا وفي أفضل الأحوال قيل إن ايران هي التي سحبت الدعوة. وفي نفس السياق بالأمس شن الرئيس عباس هجوماً على حركة حماس مدعياً أن حراكها السياسي الخارجي يؤثر على تمثيل منظمة التحرير والاعتراف بها كما يؤثر على دور القيادة الفلسطينية.
لعل المراقب وبعد هذه الحقائق المعروضه يقول ان من الاولى بالسلطة الفلسطينية في الضفة أن توحد نفسها وأن تلفظ خلافاتها اولاً ولعل ذلك لا يكون الا بالعودة لخيار الشعب الفلسطيني واتمام المصالحة ورفض كل التدخلات والاملاءات الخارجية، اي العودة الى ماقبل ستة سنوات حيث رفضت الانتخابات حتى لا يقال ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض “.
 
أضف تعليق

Posted by في 03/09/2012 بوصة مقالات

 

الأوسمة:

أضف تعليق